Translate

الخميس، 7 أغسطس 2014

الهوية و اللغة

الهوية و اللغة


الوعي بالوجود . هو شرط الوجود نفسه . ان الوجود الانساني ليس مجرد مساحة زمنية مفرغة من الفعل الدي تتحقق به الحياة . بل هو اكتمال التحقق بالفعل . و التحقق بالقوة .انه فرصة لاختبار الدات حسب تعبير سقراط. هوالالتحام الابدي بين الفعل و ردة الفعل . بين الدات و الموضوع بين الانطولوجي و الابيستمولوجي و اللوغس بين الفعل و التامل . انها تقاطعات تؤسس الشبكة المحددة للوضع الاعتباري و الوجود ي للانسان
ان قدر الانسان. هو ان يمعن التفكير و التامل بحثا عن فهم تاريخي و ابيستمولوجي اعمق لنقسه /الدات و محيطه/الاخر و قضاياه .حتى ولو كلفه دلك الاكتواء الموجع بما يمكن ان يجره عليه فضوله المعرفي من تبعات . ربما لهدا السبب قال نيتشه **هناك درجة معينة من الارق جراء الحس التاريخي الدي يصيب كل شيء حي . و في النهاية يدمره سواء كان انسانا او شعبا او حضارة**
لكن الحقيقة المدمر هو الكسل المعرفي الدي يعطل ملكة التفكير و البحث و الاستقصاء و التامل
انطلاقا من هاته المقدمة احاول ان اهتدي لاطرح مسالة غاية في الاهمية الا وهي اللغة و الهوية و موقع اللغة ودرجة حضورها في النسيج العام للهوية
لعل مساهمتي السابقة ---- شدرات من تاريخ قبيلة اولاد بوعيطة ---- كانت مساهمة تضمنت مجموعة من الاسئلة و قد وجدت في ردود الاخوة اهتماما بسؤال كيف اتقنت قبيلة اولاد بوعيطة اللهجة او اللغة الحسانية و حافظت علبها في مجالها الجغرافي الضيق و هي المحاصرة بقبائل بربرية او شبه بربرية و تعايشت معها وظلت محافظة على لسانها الحساني المتميز نطقا و ادبا
لم نضع سؤالنا اعتباطا بل كنا نبحث عن منفد لفهم هويتنا او جزء منها المتمثل في اللغة
لعلي اشكر الاخوة موما عبدالله و زرياب و اخرون على ردودهم و محاولة اضافة بعض من الشدرات و اضاءة بعض الجوانب في الموضوع و احس انهم يدفعونني الى العودة للكتابة من خلال هاته المساهمة المتواضعة حول اللغة و الهوية باعتبار اللغة عنصر يؤسسس عليه البحث في الهوية يقول الفيلسوف الفرنسي الان : " نسير نحو الاشياء مسلحين بعلامات "، ونحن نخوض في الهوية ... وسؤال الهوية ليس سؤال وجود، بل هو سؤال الذات من حيث هي موجود يسعى لمعانقة خصوصية وجوده، عبر التميز والتقابل مع كيفيات وجود مغايرة على المستوى الثقافي والقيمي والروحي الحضاري
، ومن هذا المنطلق يتحدد البعد الاشكالي لمفهوم الهوية. وانطلاقا من هذه الزواية يبدو مفهوم الهوية مفهوما مركبا مثقلا بدلالات غنية وواسعة ومنخرطا في شبكة من الاحالات المفهومية الاخرى التي ترسم ملامح الخصوصية والمغايرة والتاريخ والثقافة والدين واللغة والخلاف والاختلاف.
ان سؤال " من الانسان "؟ ببعده الانطولوجي العام، يوجد في صلب كل المقاربات والانسقة الفلسفية والفكرية، لقد نظرت الحضارة اليونانية الى الانسان من زاوية العقل، اما الرومانية ركزت على الانسان / الجسد، وجاءت الكنيسة كي تجرد الانسان من ابعاده الجسدية والعقلية فتجعل منه روحا، اما الحضارة الغربية المعاصرة جعلت منه " حيوانا عاقلا ". ان هذا التعدد والاختلاف في طبيعة هوية الانسان، تعبير عن رغبة هادرة طافحة بالاسئلة. ان قصة " السبياد " التي ساقها افلاطون عن سقراط في محاورته السفسطائي جاءت لتؤكد الكلمات المكتوبة على معبد " دلفي " اعرف نفسك بنفسك.
فالهوية ليست صيرورة اعتباطية عمياء متدفقة في نهر الزمن والتاريخ من دون حس وبمعزل عن وعي، انها مستمرة ومثابرة تشكل الوجود التاريخي وتشكل الحركية والانبعاث المواكب لمقتضيات التاريخ والتطور. انها بمنزلة عنصر كاشف يضئ وضعية الجماعة، كل قابل للاستقرار من زوايا عدة. الهوية خطاب يجسد خطابات استقرائية تحليلية ووصفية وتاويلية متعددة تسعىالى كشف وتوضيح الوضعيات التي تعجز اللغة المالوفة عن محاصرتها وفهمها وتلقيها.
يذهب بعض المحللين الى ان الهوية تتشكل انطلاقا من اربع عوامل هي اللغة، الثقافة، الدين، والوعي الطبقي.
ما يهمنا هنا هو اللغة، لقد تعاملت الدراسات اللغوية واللسانية التقليدية مع اللغات الطبيعية باعتبارها مجرد اداة للتواصل وتداول الكلام، قال ابو الفتح بن جني : " حد اللغة اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم" وقال ابن الحاجب في مختصره " حد اللغة كل لفظ وضع لمعنى ..." وقال الاسنوي " اللغات عبارة عن الالفاظ الموضوعة للمعاني".
ان اللغة ليست اداة وديعة محايدة ومسالمة بل هي تملك سلطة خارقة خصوصا داخل مجتمعات عربية تربي انسانها على الاستجابة الانفعالية للخطابة، والشعر سيد قد وصل حد التقديس، انها مجال تتلقي عنده القناعا ت وتمثلات الجماعة، وحين تربط اللغة بعنصر الانتماء فاننا نحددها كمكون اساسي وحاسم من مكونات الهوية، لان اللغة ليست مجرد مصفوفات من الالفاظ والكلمات الخاضعة لبنية نحوية مضبوطة ومنطقية، انما هي وعاء للثقافة والفكر والخبرة الداخلية المشتركة وهي بنية ذهنية شعورية وهي ايضا ثمتل اللسان الناطق والارادة الحاملة لمفاهيم وادوات ومفاصل الثقافة الجماعية، وليس بامكان أي احد ان يتموقع خارج اللغة.
فاللغة ماوى الكائن ومثواه على حد تعبير هايدجر، انها مكون من مكونات الهوية، وهي بالاضافة الى ذالك تمثل اللحمة التي تعززالعلاقات الاجتماعية، انه ارث تحمله الاسرة والمحيط من هنا تتاكد اهمية اللغة في صياغة جانب مهم من مكونات ومحددات فعل الانتماء وملمح الهوية وكيان الجماعة او الامة نفسه، اذن لا بد لكل جماعة او قوم او امة لغة يتفاهم بها افرادها بعضهم مع بعض يؤدون بها شعائر دينهم، وينقل سلفهم الى خلفهم ما خطوه من فكر وموروثـ،، وما صاغوه من بيان، وما حققوه من نصر. المعنى هنا ان اللغة تعتبر بحبل الصرة الذي يبقى به العهد موصولا بين المنتمين تاريخا.
اذن لم يكن سؤالنا عن اللغة الحسانية التي اكتسبناها وانتمينا لها وانتمت الينا وحملناها موروثا وارثا بالسؤال من اجل السؤال ولا بالسؤال الاعتباطي الخارج عن النسق التاريخي والمعرفي بل سبيلا ومفتاحا لفهم هويتنا التاريخية من خلال احدى المميزات للهوية.
فهذه اللهجة او اللغة التي هي خليط من العربية الفصحىو البربرية والمضرية هي حبل صرة هويتنا كيف اكتسبناها و اتقناها و حافضنا عليها لعدة قرون بل من خلالها نعتنا –لعرب—كما اورد الاخ موما عبد الله
انها اجدى مكونات هويتنا وان كنا من حيث العرق و النسب شرفاء من ال البيت فاين لغة قريش و كنانة
اين لغة قصي و ال هاشم ؟
متى اكتسبنا لغة بنى حسان المعقلية و تفننا فيها و احسناها هي اسئلىة لازالت قائمة تبحث عن اجوبة.



 من طرف مطاع في الثلاثاء 14 أبريل 2009

المصدر  http://plageblanche.msnyou.com/t1350-topic

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق