Translate

الخميس، 7 أغسطس 2014

العلاقة بين الهوية و اللغة هي علاقة غير متينة البتة

العلاقة بين الهوية و اللغة هي علاقة غير متينة البتة

بسم الله الرحمن الرحيم .


العلاقة بين الهوية و اللغة هي علاقة غير متينة البتة ، و هي أهون من بيت العنكبوت ، و السبب واضح ، هو أن اللغة ليست دائما معيار للإنتماء العرقي ، لكن كل هذا يتوقف على تعريف الهوية ، فالهوية في حد ذاتها مصطلح أجوف و فضفاض ، لا نستطيع مهما حاولنا أن نخرجه في قالب واضح ، فقد إستعملت الإديولويجية النازية الإنتماء للعرق اللآري كمحدد أساس للهوية ، بينما الفكر القومي العربي حدد النطق باللغة العربية كمعيار للهوية ، و على ضوء هذا الإعتبار يمكننا أن نقول أن كل من يتحدث الحسانية هو حساني بالأصل ؟؟؟ لا يمكن ذلك طبعا ، كتاب الحسوة البيسانية في علم الأنساب الحسانية حدد فيه صاحبه المنتمون لحسان ، فحصرهم حصرا ، بل الأكثر من ذلك و بفعل أجتهادات بعض المتأخرين من علماء الأنثروبولوجيا عمل إحصاء للحسانيين داخل مجتمع البيضان حسب إنتمآتهم القبلية في نسبة 18 % من مجموع ساكني هذا المجال ، و رغم تحفظنا الشديد من هذه الإحصائيات بحكم أن أصحابها هم رجال الشؤون الأهلية الفرنسية إبان عهد الإستعمار ، إلا أنه لا مجال للشك أن نسبة بني حسان ليست كبيرة مقارنة بالقبائل الصنهاجية ، فلم يا ترى تبنت البقية الباقية لهجة بني حسان كلسان حال لها ؟؟؟
يقول إبن خلدون في مقدمته أن المغلوب غالبا ما يجنح لتقليد الغالب في كل شيء ، إما إتقاءا لشره أو إعجابا بثقافته ، و هذا ما حدث في مجال البيضان ، فإذا أخذنا قبيلة ذات أصول صنهاجية حقيقية واضحة لا غبار عليها ، كقبيلة [ تـــجكانت ] على سبيل المثال لا يتذكر أحد من شيبها أن أحدا أخبره أن أجداده كانوا يتحدثون البربرية إطلاقا ، بل الأكثر من ذلك قامت قبائل كثيرة إلى البحث عن إمكانية إلصاق نسبها بالأصل العربي بأي طريقة ، و بالفعل فهناك قبائل عديدة ذكرتها المصادر في عداد القبائل الصنهاجية في الصحراء نجدها عقب ذلك تدعي النسب العربي إما عن طريق فهر أو أمية أو غير ذلك
الناس مصدقون في أنسابهم ، و بالتالي لا يمكننا أن نطعن في نسب أحد ، لكن على العموم الحديث بالحسانية جاء عبر مخاض عسير إبتدأ منذ أواسط القرن 14 إذ يخبرنا إبن خلدون و إبن عذارى و غيرهم أن ذوي حسان تجاوزوا نول لمطة [ واد نون ] في هذا التاريخ ، و تأتي المصادر في القرن 16 لتخبرنا عن حرب أولاد الناصر الحسانيين على لمتونة و عقبها ستتناسل الحروب تباعا لتفرض في الأخير الهيمنة المطلقة لقبائل حسان على المجال ، إذن كانت هنالك فترة إحتكاك دامت قرنين من الزمان قبل المواجهة المسلحة ، لعلها كانت كافية لإحداث نوع من التواصل الثقافي ، مما خلق لدينا لهجة هجينة ، رغم أن العربية تسيطر على الجزء الأكبر منها إلا أنه لا يمكننا البتة أن ننكر أن للهجة صنهاجة أو كما يطلق عليها محليا [ كلام أزناكة ] مكان داخل لهجة بني حسان فكلمة [ أرَكَاجْ التي تعني الرجل أو الفرد هي نفسها كلمة أرْرْكَاز البربرية ] و أسماء الأماكن [ تَكَانْت التي تعني الغابة ـ أدْرَارْ الذي يعني الجبل ] ما هي إلا معطيات تبين التأثير الصنهاجي على لهجة الوافدين الحسانيين على البلاد .
على كل توصل الباحثون في مجال البيضان على شبه إجماع تقريبا ـ حدث ذلك بالمصادفة العلمية البحثةـ على أن تحديد مجال البيضان هو [ البلاد التي يتحدث أهلها اللجة الحسانية ] ، هذا المحدد يمكن إعتباره بحثا عن الهوية [ البيضانية ] .
أسئلة كثيرة تتناسل تحتاج لجواب ، و أتمنى أن يتطور النقاش في هذا الصدد .
شكرا مطاع على الموضوع و الشكر موصول للأديب الشاعر بنصالح .



 من طرف abdallahi mouma في الأربعاء 15 أبريل 2009,
المصدر  http://plageblanche.msnyou.com/t1350-topic

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق